BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

2011-07-31

ليلى....و ...الحلم


عندما استيقظت من نومها........ظلت تجوب بعينيها فى ارجاء غرفتها حتى تيقنت انها استيقظت......لقد انتهى ذلك الحلم...انتهى .
نظرت الى الساعة الموضوعة على الطاولة بجانب سريرها ....ياللهول!!!! انها الثامنة و النصف....لقد تاخرت!!!
نعم تاخرت..فقد جذبها النوم الى اعماقه فلم تسطع مقاومة سحره الأخاذ....جذبها الى عالمه فصارت لا تستطيع الفرار منه
و كيف تفر و قد رأته.....رأته و هو ينظر اليها...وو يدعوها بحنان عينيه فتنهار هى شيئا فشيئا.....حتى لم تستطع ان تقاوم.
و لكنها سرعان ما تنبهت ان الوقت يداهمها فيجب ان تسرع حتى تلحق بعملها
ذهبت فتوضأت و صلت الضحى ثم ارتدت ملابسها و ذهبت الى عملها.
و فى طريقها تدعو ربها........تدعوه ان يقف بجانبها فلا يتركها تنساق وراء تلك الاحلام .

وصلت الى عملها....مسرعة الخطوات تتمنى الا يراها رئيسها فيوبخها....و لكن كعادة القدر معها....لم يكن بصفها.

دخلت ليلى مكتبها....تتفادى نظرات من حولها.....فهى معتادة تلك النظرات الجارحة...نظرات تتساءل....نظرات تتهم....نظرات تشفق.
كم هو مزعج ان تمر بكل ذلك كل يوم و كل صباح؟؟.....و لكنها لاتفعل شيئا سوى التظاهر بعدم المبالاة.....و ما عساها ان تفعل لتلك النظرات الظالمة....و هى وحيدة ليس هناك من يدافع عنها او يقف بجانبها.

جلست.....و وضعت رأسها وسطة تلك الكومة المتراكمة من العمل......نعم فذلك الحلم لم يفعل شىء سوى ابعادها عن عالمها....فتذهب كل يوم ولا تفعل شىء سوى قليل القليل....ثم تسبح فى ذكرياتها و افكارها....فيسرقها الوقت....فلا تنهى عملها.....و تعود مرة اخرى الى منزلها حيث الوحدة و الغربة.

نظرت الى تلك الكومة ثم شرعت فى العمل حتى تنتهى منه....و لكن كالمعتاد...جذبها الحنين و الفكر الى ذلك العالم الغامض فظلت تسبح به حتى انتهاء موعد العمل...و عادت الى منزلها.

توجهت الى بيتها القاطن بذلك الحى الفاخر.....اخذت تنظر الى شقتها....كم تبدو كئيبة و مظلمة و قد رحل عنها من كان يملؤها حب و دفء و نور.
دخلت تأخذ حماما لتهدأ....ثم ذهبت الى غرفتها فاخذت بضع من تلك الحبات حتى تستطيع النوم.
و مرة اخرى ذهبت الى ذلك العالم الساحر الذى لم و لن تستطع مقاومته.....و لقد رأته...يا الهى !!!
كلما رأته يزداد نورا و حنانا......تنظر اليه فترى تلك البسمة الهادئة على شفتيه....و ترى ذلك الحنان فى عينيه....ترى دفء لم تكن لتراه فى احد غيره.
و لكن هذه المرة لم تكن كأى مرة اخرى...فتلك المرة رأته يمد يده اليها.....يريد ان يلمسها.....مدت يدها.....مدتها....لقد اقتربت....اقتربت...................ولكنها تستيقظ.....تستيقظ حائرة.....مذهولة...لماذا يحدث معها ذلك؟؟؟
حتى حلمها الذى تشتاق اليه تحرم منه؟؟؟؟

قامت فتوضأت و صلت ركعتين..و اخذت تناجى ربها و تدعوه ان يخلصها من عذابها......و ان يظهر الحق و يدحض الباطل.....
ثم خلدت الى نومها..و تلك المرة لم تأخذ تلك الحبات....و لم تحلم ذلك الحلم
ذهبت الى عملها و بداخلها شىء غريب لم تعهده من قبل...و كأن هناك من يشد من ازرها و يثبتها
دخلت الى مكتبها و كعادتهم..زملائها جعلوا ينظرون اليها و لكن هذه المرة تعالت الصحكات و الهمذات و اللمذات
و اشتدت النظرات فشعرت كأنها تخترق عظامها...بل و تقطع من لحمها..... ثم سمعتها....اخرى من زميلاتها : كيف استطاعت ان تفعل ذلك؟؟....أى قلب يستطيع فعل ما فعلت؟؟؟

شعرت و كأن بدنها قد اصابته العلة....و كأن لهيب من النار قد اشتعل بداخلها.....وقد اشتدت حمرة وجهها من الغضب....ثم نظرت اليها و عينيها مليئة بالغضب.....فارتعدت المرأة من الخوف لما لمسته من الغضب و الحنقة
و فجأة شعرت بدوار و سقطت مغشيا عليها..
و لم تشعر ليلى بشىء الا و هى نائمة فى احد الاسرة داخل احدى المستشفيات.....و وجدت حولها بعض زملائها و امها و قد بدا عليها القلق الشديد.......و اخذت تردد: انا لم اقتله...لا...لم اقتله...و كيف لى ان اقتل قطعة منى؟؟؟!!!!
كيف لى ان اقتل من عشت عمرى اتمناه و اترجاه من الله؟؟
كيف لى ان اقتل ابنى؟؟؟؟ّ!!!!!!

ظلت ليلى بالمشفى 3 ايام....خلالها ظلت تستيقظ فتهذى بكلام غير مفهوم ثم تعود الى نومها مرة اخرى
و لم يتسطع الاطباء معالجتها.....فقد تيقنوا ان ما بها هو مرض نفسى اكثر منه عضوى...فيأسوا ان تشفى بالعقاقير..فتركوها تحت رعاية المشفى.

و فى الليلة الاخيرة....كانت تهذى حتى اثناء نومها...فتارة تبكى و تارة تضحك و تارة تصرخ و تارة تتحدث كانما هناك من يجاذبها اطراف الحديث........و فى تلك الليلة رأته مرة اخرى....انه هو ..نعم...انها هى تلك البراءة...ذلك الحنان...تلك الابتسامة الرقيقة...و الدفء الذى يملؤها شوق و حنين اليه.......و لكن تلك المرة لم يمد يده فقط.....بل لقد صرخ :امى امى! اين انتِ.....الن تأتى لتأخذينى؟؟ .......يا الهى!!! لم اكن اعرف انه شعور رائع هكذا......أمى....كم اشتاق ان اسمعها مرارا و تكرارا

فى صباح اليوم التالى.....استيقظت ليلى من نومها و قد بدا على وجهها الاشراق و النضارة و اختفت معالم المرض و الهذيان.....لإرح الجميع و استكان قلب امها الذى كاد ان ينفطر على ابنتها خوفا و رعبا.

صرح لها الطبيب بالانصراف....و قد تأكد انها قد شفيت تماما
خرجت ليلى من المشفى و عبرت الجهة المقابلة لتستقل سيارتها و تذهب الى منزلها.
و لكن...ياللهول...لقد نسيت بعض اغراضى فى الغرفة.....فاضطرت ان تعبر مرة اخرى الى الشارع و لكن و هى تعبر الطريق سمعت امها تصرخ !!!!فنظرت........ فجأة!!!!!!!!

و عادت ليلى مرة اخرى الى المشفى و لكن تلك المرة لم يحتار الاطباء فى علاجها ..فقد .........ماتت!!

ماتت والبسمة تعلو وجهها....فقد ذهبت اليه...لمسته...هدأت من روعه.....ضمته....قالت له :لا تخف يا بنى...فقد اتت امك ولن تتركك ابدا.